Error loading files/news_images/بلال عويضة.jpg مؤسسة مهجة القدس مؤسسة مهجة القدس
الأحد 28 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد "عويضة" حينما تحنُ الروحُ إلى الأرض

    آخر تحديث: الأحد، 26 يناير 2014 ، 08:01 ص

    حينَمَا تهفُو الروحُ إلى ربوعِ فلسطين، وترنو العيونُ إلى خضرائِها وجبالِها وسهولِها، ويتمتعُ الناظرُ برؤيتِها ولو من خلفِ الأسلاكِ الشائكةِ ورغم وجودِ الثكناتِ العسكريةِ التي تربعتْ على أرضنا قسراً وظلما.
    في مخيماتِ اللاجئين الفلسطينيين بدأت الحكاية، مع فتيانٍ قرروا أن يحيوا أبطالاً لا يقبلون المهانة، يدافعون عن عرضهم وأرضهم حتى آخر قطرةٍ دمٍ من أجسادِهم الصغيرة التي لم تعرفْ للراحةِ طريقا، في ظلِ حصارٍ صهيوني خانقٍ حرمهم من أبسطِ حقوقِهم، فدمرَ أحلامَهم الصغيرةِ فأصبحت كوابيسا مرعبة، وأصبحُ حلمُ الأمس سرابا.

    حكاية بلال
    "بلال" أحد فتيانِ مخيم بيت لاهيا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة، الذين اشتاقت أرواحُهم إلى رؤية بلادهم المحتلة، وتحدي الاحتلال الصهيوني، وتحطيم جبروته، فانطلقَ من بيتِه عصر الجمعَة متسائلاً ..." يا أمي ما شكلُ البلاد ... يا أخي هل هناكَ جبل أو واد؟! ... يا صديقي امض معي لا تخف من الصهاينة الأوغادِ.."
    خرج من بيتِه بعدما جلس معهم جلسة الوداعِ، وهو لا يدري أن بسمته التي لطالما ارتسمت على شفتيه لكل من حوله، ستغادرُ بلا عودةٍ، وأن ما سيبقى سوى الذكرى.!
    تقدم بلال وأصدقاؤه نحو المقبرة الشرقية شرق مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، يشيرون بأصابعهم إلى البلاد المسلوبة، وتمنوا لو يدخلونها يوماً فاتحين منتصرين على أعدائهم، وبقي حلمُ بلال حبيسا، لأن قناصة الاحتلال الصهيوني لم تمهله حتى أن يعود إلى أحضان عائلته.
    وفي لحظةٍ من الغدرِ والخيانة أطلق قناصٌ حاقدٌ طلقاً ناريا على صدرِ بلال، ليتراجع الفتيان، لكنهم ما لبثوا أن افتقدوا بلال، وبعد أن افتقدوه أيقنوا أنهم فقدوه بعدما غطت الدماءُ جسده الصغير.

    بلال شهيدًا
    ونقل بلال سمير عويضة ابن العشرين ربيعا إلى مستشفى كمال عدوان بمخيم بيت لاهيا للاجئين، لتعلن الطواقم الطبية الفلسطينية ارتقاء شهيد الأرض إلى ربه شهيدا بإذن الله.
    "فور سماعِنا إصابة بلال توجهنا مسرعين إلى مستشفى كمال عدوان للاطمئنان عليه، لنبحث عنه في غرف العمليات، ولكن دون جدوى، ليخبرنا الأطباء بالنبأ الجلل واستشهاد بلال".. هكذا بدأ سامي سمير عويضة "24 عاماً".
    وهرع العشراتُ من أصدقاء الشهيد بلال إلى المستشفى لوداعه غير مصدقين أن الفتى الخلوق الطيب الخدوم، صاحب الابتسامة الدائمة على شفتيه قد رحل بلا عودة، وفي هذا المشهد كانت العيون تجود بالدموعِ الغزيرة بلا جمود، ألا تبكون بلالَ الصمود!.
    ويضيف شقيق بلال أنه خبر استشهاد شقيقه ما لبث أن انتشر بسرعة البرق، وعلى الرغم من صدمة الجميع من هول المشهد، كانت عباراتُ التكبير حاضرةً في المكان بحناجرَ ملتهبة ٍ وبأصواتِ تهزُ المكان.

    على العهد ماضون
    أما صديقه الحميم وجدي عودة (20 عاما) فيقولُ وقد خانته الدموع ولم يستطع أن يحبسها عن مرأى من حضر اللقاء "كانت لحظات صعبة على قلبي، فلقد فقدت أخا وصديقا وحبيبا، كان يرافقني في كل وقتٍ وفي كل حينٍ".
    ويكملُ بأنه كان يتمنى أن يكون معه في ذلك الموقف، وأن يرتقيا سويا، فكما عاشا في الدنيا أن يرحلا معا، ولكنه عاهد ربه أن يمضي على درب صديقه الحميم، لأنه لا يغيب عن عينيه لحظةً.
    وبصوت متقطعٍ وحزين يقول صديقُه الأخر محمد سرور: "أنا لم أصدق كيف رحل بلال وتركني وحيدا في هذه الدنيا، فقد كنت أذهب معه في كل مرة، لكنني هذه المرة اعتذرت لظرف خاص لدي".
    وتمنى سرور أن يراه قريبا هناك في جنانِ الله، وأن يرتقي وهو يدافعُ عن كرامة الشعب وعرضه وأرضه، وأن يلتقيا في الآخرة كما اجتمعوا في الدنيا أحبابا مخلصين.
    وشيع الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني جثمان الشهيد المجاهد بلال عويضة عصر الجمعة الماضي من مسجد التقوى، نحو مقبرة الشهداءِ في بيت لاهيا، حاملين الأعلام الفلسطينية والرايات الموشحة بعبارة التوحيد، مرددين هتافاتٍ مطالبة بالانتقام، وأخرى مؤيدة للشهداءِ ومسيرتهم العطرة، وقوافلهم التي لا تتوقف.

    (المصدر: فلسطين الآن، 26/1/2014)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير خليل سلامة الرشايدة نتيجة نوبة قلبية بعد الإعتقال مباشرة والمماطلة والإهمال في العلاج وهو من سكان بيت لحم

28 إبريل 1968

استشهاد المجاهد إبراهيم الحجوج من سرايا القدس بقصف صهيوني في عزبة عبد ربه شرق مخيم جباليا

28 إبريل 2008

استشهاد المجاهد محمد صالح الفقي من سرايا القدس أثناء اشتباك مسلح مع قوة صهيونية شرق مدينة غزة

28 إبريل 2007

فوزي القاوقجي يتسلم مهمة الدفاع عن يافا، والعصابات الصهيونية تشن هجوماً مكثف على المدينة لإجبار أهلها على الرحيل

28 إبريل 1948

العصابات الصهيونية تحتل الشطر الغربي من مدينة القدس

28 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية