الأربعاء 24 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المحرر الرازم: زرع الشقاقي أثمر وأينع

    آخر تحديث: الأحد، 29 يونيه 2014 ، 12:14 م

    هكذا هم العظماء يعيشون مآسي أمتهم ويصنعون من الألم نصر. الشقاقي لم يكن يوماً فقط قائد بل إنسان ومناضل وسجين، عاش كل معاني الألم الفلسطيني، يمهدون الطريق لغيرهم ليسيروا على نهجهم.
    وانطلاقاً من هذا الوعي يتحدث الأسير المحرر فؤاد الرازم عن تجربته الشخصية مع الدكتور فتحي الشقاقي.

    هل لك أن تحدثنا عن بداية معرفتك بالدكتور الشقاقي؟
    بداية معرفتي بالدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله عام 1976 عندما كان مدرسا بدار الأيتام حينها كنت طالباَ في الثانوية العامة. علاقتي به كانت طيبة نتيجة تقارب الأفكار الإسلامية حيث كنت أنا على اتصال بالقوى الوطنية.
    كان هذا الأمر هو بداية العلاقة حيث أجمعنا أن فلسطين يلزمها خط إسلامي مقاوم وقادة فلسطينيون إسلاميون لكن الأمر هذا كنا نفتقده لذلك كانت المهمة هي إيجاد قادة والجمع بين العمل الوطني الإسلامي على الأرض.
    هذا الأمر تحقق في بداية عام 1981 حين أسس الدكتور الشقاقي حركة الجهاد الإسلامي التي تقوم على فكر إسلامي خاص. كان هذا بمثابة أول لقاء مع الدكتور.
    أما اللقاء الثاني فكان عام 1980 في السجن. وما بين اللقاءين اكتشفت أن الشقاقي تغير كلياً فبينما في اللقاء الأول كان يعمل مدرساً يحمل هموم الإسلام ولكن في اللقاء الثاني كان الشقاقي قد أنشأ حركة الجهاد الإسلامي كان يحمل أعباء الأمة على كاهله ومن واقع هذه الرؤية كان يسعى لإعطاء البعد الإسلامي الذي كان غائباً عن للقضية الفلسطينية.

    ما هي نقاط التقاءك فكرياً مع الدكتور الشقاقي؟
    النقطة التي جمعتني بالشقاقي هو ضرورة إيجاد حركة إسلامية مجاهدة مقاتلة على أرض فلسطين حيث كان في بداية الثمانينات القوى الوطنية والقومية هي المسيطرة العاملة على الساحة الفلسطينية، لذلك كان وجود حركة إسلامية مجاهدة هو الدافع والمحرك لانطلاق حركة الجهاد الإسلامي.
    بداياتي أنا كانت في عام 1976 حتى اعتقلت عام 1981 كنت أتبني أفكار إسلامية ولا أنتمي لأي فصيل حينها بل كنا عبارة عن مجموعة من الشباب الإسلامي يسعى لتشكيل نواة عمل إسلامية لمحاربة الاحتلال من منطلق فهم قرآني وإسلامي. وهذه كانت بداية نقاط التقاطع الفكري مع الدكتور فتحي الشقاقي.
    في عام 1976 التقيت الدكتور وكان هذه اللقاء هو بمثابة الانطلاق والبدء في تشكيل حركة إسلامية مجاهدة على أرض فلسطين.
    في ذلك الوقت كانت هناك المجازر الصهيونية بحق الأبرياء الفلسطينيين في لبنان (مجزرة تل الزعتر وغيرها) وكنا كطلاب نقوم بالمظاهرات تنديداً ومساندة لأهلنا في لبنان. وكنا ندرك أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن هذه المجازر لأنه قام بتهجير المواطنين الفلسطينيين الأبرياء إلى دول الجوار دون حق. لذلك فغياب حركة إسلامية مجاهدة دفعنا لأن نتحرك لندعم ولنبحث عن حركة إسلامية تقوم على أساس إحياء القضية الفلسطينية انطلاقا من القرآن الكريم والفهم الإسلامي لهذه القضية ومن أجل إعطائها بعدها العربي والقومي.

    ما هي الصعوبات التي واجهتكم؟
    كنا نفتقد للإسناد في تلك المرحلة فليس هناك أي حركة تتبنى فكرنا وعملنا، بحيث كنا نعتمد على أنفسنا وعلى التمويل الشخصي. كنا خلية منفردة تعمل بذاتها بعيداً عن أي فصيل على الساحة الفلسطينية ونقوم بجمع التبرعات من خلال اشتراك العناصر. حتى السلاح كنا نحصل عليه من خلال مهاجمة أفراد الشرطة والحرس الصهيوني في المنطقة. وكنا نستخدم هذه الأسلحة لتنفيذ عملياتنا ضد الاحتلال. خلال ذلك الوقت كنت في السجن لكني علمت أنه تم توزيع مناشير في تلك السنة تحت اسم طلائع الجهاد الإسلامي وقمنا بالبحث عن الأفراد القائمين على هذه المناشير ومن هم ليكون لنا لقاء معهم ونكون اتحاد وعمل لكننا للأسف لم نستطع العثور عليهم ومعرفتهم.

    كيف ترى الدكتور الشقاقي؟
    كإنسان
    كان رؤوفاً رحيماً طيب القلب يتقبل الحوار ويتقبل أن تناقشه ولكنه في نفس الوقت كان مهموماً بفكر أعمق من الشيء السطحي الموجود بحيث كان لا يتعامل مع الناس وخاصة مع الطلاب في مرحلة التدريس كأستاذ وطالب بل كان يتعامل معهم كأخ كبير لهم ومرشد وموجه ولديه الاستعداد ليتحاور وليتقي معك في أي مكان.
    كمفكر كان بمثابة المعلم الكبير. من المفكرين الإسلاميين القلائل الذين استطاعوا أن يضعوا القضية الفلسطينية في نصابها الحقيقي وبعدها الإسلامي من خلال طرحه مشروعاً إسلامياً مجاهداً من أجل تحرير فلسطين وتبنى القضية الفلسطينية من خلال الفهم العميق لسورة الإسراء في القرآن الكريم وبعد الصراع الحضاري والقومي بمعنى أن تكون فلسطين هي قضية مركزية للحركة الإسلامية. ويعتبر أول من طرح هذا الشعار "القضية الفلسطينية قضية مركزية للحركة الإسلامية".
    كان يطرح مشروعاً إسلامياً معاصر مقابل مشروع استعماري غربي لفلسطين وللأمة العربية والإسلامية خاصة أن معظم الدول العربية كانت مستعمرة سياسياً واقتصادياً.
    كان هذا دليل واضح عند الشقاقي أنه استطاع أن يضع مشروع إسلامي للقضية الفلسطينية من خلال فهمه القرآني  كما أسلفنا.

    بحكم كونك أسير وعاصرت الشقاقي في سجون الاحتلال، حدثنا عن الشقاقي في السجن؟
    لم تكن الفترة طويلة لأنه لم يمكث في سجن عسقلان الذي كنت متواجد فيه لأكثر من شهر فقط حيث تم نقله إلى سجن نفحة.
    أولاً: حقيقة حياته لم تتغير في السجن عن خارجها وكان دائما يقول "تقديم الواجب على الإمكان"  Ù„أن الواجبات أكبر من الإمكانات.
    ثانياً: استطاع الشقاقي أن يضع مبادئ وأسس ولوائح داخلية لحركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال.
    ثالثاً: كان دائم القراءة ويقول "لا وقت للوقت" يجب أن لا نضيع الوقت بحيث أنه في تلك السنوات في السجن كان يتم إطفاء الأضواء الساعة العاشرة ليلاً ولكنه كان يتحين أي ضوء خافت في ممر الغرف ليواصل قراءته ببساطة كان الشقاقي يقرأ ثم يقرأ ثم يقرأ. وكان يقول أفضل صديق للإنسان هو الكتاب.

    قضية الأسرى في فكر الشقاقي
    الحقيقة أن قضية الأسرى في فكر الشقاقي كانت حاضرة بشكل كبير خاصة حينما تم إبعاده خارج فلسطين إلى لبنان عام 1988. فقضية الأسرى تحتل مساحة وأولوية كبيرة في فكر الشقاقي بحيث كان في تلك السنوات الجندي الصهيوني مساعد الطيار رون أراد في الأسر لدى حزب الله في لبنان. فكان الشقاقي يتواصل مع الأسرى ويعدهم بأن أي صفقة مع الاحتلال سيكون للأسرى نصيب فيها وخاصة أسرى حركة الجهاد الإسلامي.
    لذلك بذل الدكتور مجهودا كبيراً من أجل إطلاق صراح الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بل كان على اتصال بهم داخل السجون من خلال رسالة شبه شهرية كان يرسلها لهم تحتوي على آخر التطورات والمستجدات على الساحة الفلسطينية وآخر تطورات الحركة وعلاقاتها بالمحيط والعالم. كل هذه الأشياء كان يَطّلع عليها الأسرى. بمعنى أن أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون كانوا يعيشون الواقع الخارجي عن طريق رسائل الدكتور.
    أضف إلى  ذلك أنه كان يجيب عن كافة تساؤلات الأسرى ويبعث الإجابة برسائل لهم. حتى أن كجلة الطليعة التي سجن من أجلها كان يرسلها للسجن.

    القدس في فكر الشقاقي
    القدس تمثل في فكر الشقاقي جزء من عقيدتنا لا يجوز التنازل عن ذرة تراب منها. إنها آية قرآنية في كتاب الله وسورة الإسراء. "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، وبما إنها جزء من القرآن فهي في قلوبنا وفي عقولنا وفي وجداننا أينما وجدنا وحللنا وكنا.

    ماذا تعلمت من الشقاقي؟
    طبعا هو أستاذي في الأصل منذ عام 1973 تعلمت منه التصميم والإرادة وعدم اليأس والاحباط. تعلمت أن أضع هدفاً في حياتي لأن أصل إليه. فالشقاقي وضع هدفاً بأن يوجد حركة إسلامية مجاهدة على أرض فلسطين وهو مؤسس ومفكر. فهذه القضية بحاجة إلى إرادة وتصميم وتعب ومشقة.
    والاستمرار في طريق الجهاد والمقاومة مهما كانت الظروف. كان يقول: "نحن نعيش بين نارين نار الذل والهوان والاستسلام ونار المقاومة والجهاد والاستشهاد" فاختر أي الطريقين.

    كيف تلقيت نبأ استشهاد الشقاقي؟
    نبأ استشهاد الشقاقي نزل كالصاعقة عليّ. علمت بنبأ استشهاده بتاريخ 28/10/1995 أي بعد يومين من الحادثة نفسها. وعلمت بالخبر من خلال التلفزيون الصهيوني وكان بمثابة أول إعلان رسمي من قبل الصهاينة باغتيال الشقاقي. كان معي في غرفة العزل في أيشيل أحد زملائي ولم يكن يعرف اللغة العبرية. وأذاعت المحطة الصهيونية الأولى خبر ووضعت صورة الدكتور الشقاقي لكن الخبر قال أنه تم اغتيال إبراهيم الشاويش. قمت بربط الخبر بالصورة فعلمت أن المقصود الدكتور الشقاقي.
    هنا بدأ تفكيري ماذا سأفعل في اليوم التالي. طبعاً أقمت حفل تأبين رغماً عن إدارة السجن وبالتعاون مع كافة الفصائل ورفضت كتابة بيان وإنما كانت كلمة ارتجالية تمت معاقبتي من قبل مصلحة السجون على هذه الكلمة.

    موقف عالق في ذهنك ولن تنساه؟
    ليس هناك موقف فالمواقف كثيرة لكن ما لا أنساه أبداً هو صورة استشهاده وهو ملقى على الأرض في مالطا. هذه الصورة كانت مؤثرة في ذهني وعقلي وخيالي.

    في الختام كلمة تود قولها ولمن؟
    في ذكرى استشهاد الدكتور أقول أن هذا الزرع الذي زرعته قد أثمر وأينع والآن تنظر إلينا من علِ إلى هذا الزرع وأتخيل وأتصور أنه يبتسم ويقول لأبناء حركة الجهاد الإسلامي وأن خيار المقاومة هو الخيار الأصوب في هذا الزمان.
    وأقول لقادة حركة الجهاد الإسلامي في كل مكان أن نكون على قدر المسؤولية في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية وأن يعضوا على النواجذ والتمسك بخيار المقاومة مهما كانت الظروف والأحوال التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية وأن هذا الربيع في العالم الإسلامي سيصب في النهاية وتكون بوصلته نحو فلسطين نحو فلسطين. أنتم الشعلة أنتم الشعلة وأنتم من سيجني الثمار.

    (المصدر: مؤسسة مهجة القدس)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

العصابات الصهيونية ترتكب مجزرة في قرية الجلمة قضاء مدينة حيفا

24 إبريل 1948

صدور قرار مجلس الحلفاء بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني

24 إبريل 1920

الأرشيف
القائمة البريدية