الأربعاء 01 مايو 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الشهيد الطوباسي: حكاية شاب تحدى الموت وعشق الشهادة فنالها

    آخر تحديث: الأربعاء، 02 أكتوبر 2013 ، 11:10 ص

    "يخيفوننا بالموت ونحن عشاق شهادة" تميزت هذه العبارة بانفراد على صفحة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" الخاصة بالشهيد "إسلام الطوباسي"، فكانت عبارة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي يريد إيصالها الشهيد "إسلام"، لتكن كلماته مؤثرة كونها مهداة لأصدقائه الشهداء من قبله.
    قصص كثيرة تجدها وأنت تبحث عن الشهيد "إسلام" في بيته وعلى لسان رفاقه وبين أزقة مخيم جنين الذي رسم فيه محمود طوالبة أروع لوحات التضحيات، وتبعه من بعده الكثير من الشهداء والقادة على هذا الدرب.
    "توفي والد إسلام وعمره خمس سنوات، فكان لإخوته الدور الأكبر في تربيته، فكان على تلاوة القرآن والذهاب إلى المسجد، ملازماً من الطلبة المتفوقين في المدرسة وأيضاً ليمدحه جميع معلميه"، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد الحديث عن نجلها وألم الفرقة يحتضر قلبها، والدموع لم تجف بعد من عينيها.

    فكاهة البيت
    بصوت متنهد تُكمل السيدة الخمسينية حديثها "كان إسلام محبوباً للجميع فكان إذا طلبنا منه راضياً مرضياً، يد العون ما يلبيها، كان فكاهة البيت سريعاً وروح المرح فيها، بعد ما غاب غابت الحياة عنا"، مشيرة إلى أن ابنها "أحمد" استشهد عام 2006، وابنها "سعيد" ُ معتقل منذ عام 2002 محكوم عليه بالسجن المؤبد.
    برهة صمت أثناء حديثها، لتبدأ الدموع مرة أخرى في التعبير عن أوجاع تلك الأم الصابرة وتتمالك نفسها من جديد، وتضيف "الدراجات النارية هي شغله الشاغل فكان يتلذذ في ركوبها، فبعد المجيء من عمله يطلب الغداء مني ويذهب فورا لدراجته الخاصة، ليتسابق وأصدقاؤه على الجبال، وكنت أطلب منه مراراً وتكراراً بعدم المخاطرة في ذلك السباق".

    تفاصيل استشهاده
    لتروي لنا في آخر كلماتها تفاصيل جريمة استشهد نجلها "بينما كان "إسلام" نائماً في فراشه، باغتته وحدات خاصة صهيونية مع ساعات الفجر وأطلقت النار عليه أكثر من مرة بشكل مباشر، ومن ثم سحبته على الأرض وهو ينزف واختطفته ونقلته إلى إحدى مستشفيات الأراضي المحتلة ليعلن استشهاده آنذاك"، معبرة عن صعوبة الموقف حين سماعها نبأ استشهاد نجلها إسلام، لكن احتساب أمرها إلى الله أهان عليها قليلاً فاجعتها.

    صاحب الخلق الحميد
    من حُسن الخاتم وجمال الحياة أن تتخلق بأخلاق الشهداء وتعيش معهم وأنت ما زلت في دنياك عنهم، هكذا محجوباً كان الشهيد إسلام الطوباسي يتحلى بالخُلق الحميد الذي اكتسبه من شقيقه الأكبر الشهيد "أحمد" ليقول شقيقه كمال: "إسلام الطفل المدلل لدينا صحيح أنه تعدى العشرين عاماً، لكن براءة الطفولة تراها في عينيه، لذلك كان ملازماً لشقيقه الشهيد "أحمد" حتى أخذ منه جميع صفاته".
    وزاد في حديثه "من شدة قربهما لبعضهما البعض كنا نغار أحياناً كوننا نحن أخوة أيضا لهم، حتى ظن بعض الناس أنهم أصدقاء، والآن هما متجاوران في الجنة بإذن الله"، لافتاً الى كنية الشهيد إسلام "أبو السعيد" الذي كنى نفسه بها، لشدة حبه بشقيقه سعيد" الذي ما زال في سجون الاحتلال.
    وأوضح شقيق الشهيد أن "إسلام" كان كثير الإيثار ومساعد لجميع أبناء المخيم، لا سيما كبار السن العاجزين عن مساعدة أنفسهم، مبيناً لنا أن الشهيد كان محبوباً لدى الكبير والصغير خصوصاً أطفال الحارة المتعلقين به والذي كان يلعب معهم كرة القدم وغيرها من الألعاب".

    رونقه الخاص
    لكل شهيد رونقه الخاص الذي يتحلى به، لذلك اصطفاهم الله هذا الاصطفاء الرباني ليس لأي كان، فجمال الروح صفة في ذاتها قبل الاصطفاء وهي ممهدة لهم، هذا ما أوضحه عرسان قرني صديق الشهيد منذ طفولته أن إسلام كان متميزاً بحسن خلقه وأدبه وتواضعه، كما كان محبوباً من الجميع ويوزع ابتساماته عليهم، ممازحاً لهم يتمتع بروح مرحة تعلق بها كل من عرفه".
    وتابع "كان الشهيد إسلام شجاعاً في موطن الشجاعة وهادئ الطباع صلباً في مواقفه، نحسبه عند الله من أهل العزائم، لا يعرف الحقد ولا الكراهية على الناس"ØŒ مشيراً إلى أن الشهيد- رحمه الله – كان متعلقاً بالشهادة والشهداء وبحب الوطن وبالجهاد في سبيل الله وكان آخر ما كتبه على صفحته الخاصة في " الفيسبوك" خير شاهد على ذلك.

    (المصدر: صحيفة الاستقلال، 30/9/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد 13 فلسطينيا في اجتياح قوات الاحتلال الصهيوني لحي الشجاعية شرق غزة؛ ثلاثة منهم من عائلة واحدة

01 مايو 2003

الأمم المتحدة تنشئ وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين؛ الذين هجروا من قراهم ومدنهم في العام 1948م

01 مايو 1950

اضطرابات في يافا استمرت 15 يوماً أسفرت عن مقتل 47 يهودياً 146 جريحاً، واستشهاد 48 عربياً وإصابة 219 جريحاً، وسلطات الانتداب تؤلف لجنة تحقيق في ذلك

01 مايو 1921

السلطات البريطانية تعلن بشكل رسمي عن وعد بلفور والذي تتعهد من خلاله بريطانيا لليهود بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين

01 مايو 1919

الأرشيف
القائمة البريدية