إسلام الطوباسي.. نم في سلام

الشهيد/ إسلام الطوباسي

موضوعات ذات صلةً

• الشهيد المجاهد حسن الأستاذ: حلم بالشهادة قبل الرحيل فكانت بانتظاره
• محمد بدر: قمراً إعلامياً صعد نحو المجد والخلود بدمه وأشلائه

بقلم/ فارس صقر

وأنت داخل إلى مخيم جنين، ترى شباباً مجتمعين في تلك الساحة الرئيسية، التي مرّت عليها أجيالُ، منهم تحت التراب، ومنهم داخل السجون، ومنهم من ينتظر. إسلام ابن ذلك المخيم، صاحب الجميع، صاحب القلب الجريء، صاحب الابتسامة.. صاحب الأطفال والشيوخ والنساء، لا يوجد أحد لا يعرفه، حتى أزقة المخيم لها ذكريات معه.
عُرِفَ إسلام بطيبة قلبه، صاحب تلك الدراجة النارية التي لا يجرؤ على ركوبها إلا من يحمل كقلب إسلام، دراجته النارية التي سوف يفتقدها المخيم ويفتقدها الجميع، إلا أن هناك من سيفرح ويستريح من تلك الدراجة، "السلطة" إذ عاقبوه كثيراً، ولكن قلبه من حديد إذ صح التعبير، منعوا مسيرتك، لأنهم هابوا منها.
كما ذكرت أن إسلام صاحب الجميع، وهو محبوب لدرجة أن كل من يلتقيه يبتسم له، له رفقاء درب لم يبق منهم الكثير، أصحاب الدرجات النارية، معتقلون في سجون الاحتلال، منذ فترة ليست ببعيدة، أكثرهم له سبعة أشهر أو أكثر بقليل، إسلام شعر نفسه وحيداً، ملل في حياته الشخصية، رفقاؤه في السجن، وهو يحصد الحرية، ولكن حريته دون أصدقائه، ليست حرية.
في آخر مرة إلتقيته فيها كان يحمل أملاً كبيراً بداخله للفرح، ذلك قبل أيام من استشهاده "عرسه"، هل كان يعلم أنه سوف يلاقي الأحبة في الجنان، سيلاقي أخيه أحمد، وأصدقاءه، سيلاقي الجميع، ويترك الجميع.
حزن وغصة في قلب المخيم..! إسلام سوف يفتقدك المخيم، وأزقته، سوف يفتقدك شبابه وأطفاله ونساؤه، سوف تغيب الابتسامة عن الجميع، لأنك صاحبها وصانعها.. نم في سلام يا صديقي، إلى روحك الطاهرة ألف سلام، وأخبر من في السماء أن هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، التي تسمى بالمخيم، هي الطريق الوحيد الذي يأخذنا إليكم. لن أنسى كلماتك قط!! يا صاحب القلب الجريء.

(المصدر: سرايا القدس، 19/9/2013)

تعليقات الفيسبوك