الخميس 18 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • م

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأسير المجاهد علي الصفوري: أحد أبطال معركة جنين

    آخر تحديث: الخميس، 04 إبريل 2013 ، 00:00 ص

    ميلاد قائد
    على أرض مخيم جنين ولد المجاهد علي سليمان الصفوري في 12/1/1963 ودرس في مدارس المخيم التابعة لوكالة الغوث للاجئين حتى الصف السابع الأساسي وبعدها ترك الدراسة ليلتحق بركب المقاومة الضاربة للاحتلال الصهيوني.
    اعتقل الصفوري مرات عديدة ولفترات متفاوتة بتهمة مقاومة الاحتلال. ولكي يؤمن لأسرته العيش الكريم، يعمل علي الصفوري في مهنة الحدادة لتصبح ورشته الصغيرة في مخيم جنين من أشهر الورشات على مستوى جنين.
    ويسافر الحاج علي الصفوري عقب زواجه في العام 1986 إلى السعودية ليحسن من وضعه الاقتصادي ويقضي في الغربة سنين عشراً طوال شداد كما تصف زوجته ولكنه الحنين والشوق للوطن يشده من غربته ليعود ثانية إلى مخيمه وورشته العزيزة عام 1996.

    مشواره الجهادي
    أربع سنوات أخذت الحاج علي الصفوري من عمله الجهادي في المقاومة الفلسطينية في مخيم جنين ولكن المارد النائم داخله تحرك ونفض عن كاهله هموم الدنيا لينجذب ثانية كعادته المعهودة نحو الجهاد والنضال.
    تقول زوجته: "كان علي منشغلا بالدنيا وبمعيشتنا حتى برزت مظاهر الانتصار والعزة بأبهى صورها بعد اندثار قوات الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان، وانطلاق انتفاضة الأقصى عام 2000".
    كان أبناء مخيم جنين يواصلون دورهم في احتلال مرتبة الشرف الأولى كمدافعين عن جنين وفي كل يوم يتوجه المئات منهم نحو حاجز الجلمة إلى شمال جنين ليرجموا الشيطان الصهيوني الغاشم بالحجارة تارة وبنيران أسلحتهم الخفيفة تارة أخرى ويسقط على الحاجز من الشهداء العشرات ويصاب المئات وكل يوم تتجدد ملحمة بطولية وبموازاتها تنبت قصة مأساوية أخرى عن شهيد هنا ومعاق أصيب هناك.
    ويصبح مخيم جنين مثقلا بمئات الجرحى والأسرى والشهداء فلا نكاد نجد بيت بدون قصة حزينة أخرى تضاف إلى يوميات هذا الشعب العملاق بعطائه المتميز بتضحياته.
    وكلما تردد الهتاف في حارات مخيم جنين تشييعا لشهيد أو نجدة لجريح يتدفق الغضب العارم في قلب الحاج علي الصفوري ويهب ويعصف فيه ليشحنه ويعيده إلى ديدنه المعهود مقاوما شرسا للاحتلال.
    بداية كان عمله مع رفاقه القدامى في تنظيم فتح ثم صرح لزوجته بانتمائه لحركة الجهاد الإسلامي، ويشيع خبر انضمامه للحركة بسرعة في أزقة المخيم وحاراته وتبوئه مركزا مرموقا فيها إلى جانب الشيخ الجنرال محمود طوالبة الذي ظل ملازما للحاج علي الصفوري.
    وفي أواخر عام 2001 يتم الترويج لحملة كبرى ضد مخيم جنين الذي حاز حصة الأسد من العمليات الاستشهادية سواء أكان على صعيد التخطيط أو التنفيذ أو التفخيخ.
    فمخيم جنين هو ملاذ آمن للقادة المطلوبين في مختلف الفصائل المقاومة في الضفة الغربية، ومخيم جنين قلعة حصينة للاستشهاديين ينطلقون منها. ومخيم جنين معقل لأبرز مطلوبين في الضفة الغربية وهما الشيخ الجنرال محمود طوالبة والحاج علي الصفوري وبحسب تعبير إذاعة الكيان العبري: "هدف الحملة اصطياد السمكتين الكبيرتين محمود طوالبة وعلي الصفوري".
    ويجدر بالذكر أن التحضير للحملة على مخيم جنين جاءت بالتزامن مع اجتياح القوات الأمريكية لأفغانستان وقصفها مدن (طورا بورا) و(قندهار) فما كان من أهل مخيم جنين إلا أن حولوا المحنة إلى مادة للتندر فكان هتاف الصبية في أزقة مخيم جنين المملوءة بالقنابل المحلية الصنع بأحجامها الكبيرة "المخيم ..قندهار"، فقد كانت ثقة الصغير قبل الكبير بالقوة الكامنة في مخيم جنين كان أقوى من أي تهديد مهما علت وتيرته.
    ولم يكن هذا الشعور بالثقة والمشبع بالاعتزاز والشموخ عبثا فأهالي المخيم يرون بأعينهم قادة الحركات والمطلوبين محمود وعلي الصفوري والشيخ بسام السعدي وابنيه التوأمين وثابت المرداوي يذرعون أزقة المخيم ويدفنون في مداخله قنابلهم الضخمة ويوزعون المهام بينهم وبين بقية حاملي الأسلحة حتى من الأشبال دون سن الثامنة عشرة. جو مفعم بالتمرد والتحدي والقوة يستنشقه سكان مخيم جنين صباح مساء.

    وتطلق وسائل الإعلام خبر اتفاق يقضى بقيام السلطة باعتقال المطلوبين لحكومة الكيان العبري في سجونها ويتم اعتقال الشيخ محمود طوالبة والحاج علي الصفوري بحجة حمايتهم من الاغتيال ويفصل بين الرفيقين محمود وعلي ليودع محمود طوالبة في سجن جنيد ويبقى الحاج علي الصفوري في سجن نابلس المركزي ولكن بداية العمليات الاستشهادية التي سقط خلالها العشرات من نجس الكيان العبري حوّل نمط الرد إلى موجة عارمة من الحقد جاء على هيئة قصف لكافة المؤسسات والسجون التابعة للسلطة وبفضل الله ينجو الحاج علي الصفوري ورفاق دربه من موت محقق ويعود أدراجه مع باقي أخوته إلى مخيم جنين.

    بدء المعركة
    وجاء اليوم الموعود في شباط /2002 عندما عمدت قوات الاحتلال الصهيوني إلى محاولة دخول مخيم جنين لكسر شوكة المقاومة فيه فذاقت من الموت ألوانا وسقط منهم 18 جنديا وأصيب عدد آخر وشاهدوا نوبة متقدمة من التصدي مما جعل حارات المخيم تردد صراخ جنودهم وبكاءهم وتوسلاتهم للشيخ محمود طوالبة بالرحمة ويفر جنود الاحتلال الصهيوني تحت ستار الظلام في اليوم الخامس للاجتياح بعد قتلوا بحقدهم عشرات الأبرياء من سكان المخيم . دون أوامر بالانسحاب ويقدم قائد وحدة الهجوم للمحاكمة لمخالفته الأوامر.
    ولكن هذا الاجتياح لم يكن سوى تدريب عملي لدخول مخيم جنين والسيطرة عليه وأدرك قادة الجهاد الإسلامي في المخيم هدف العملية وأخذوا يعدون العدة للاجتياح القادم والذي جاء ضمن عملية السور الواقي ضد مدن الضفة الغربية في نيسان 2002.
    أطنان من المتفجرات تزخر بها أزقة مخيم جنين وعشرات المسلحين يحرسون مداخله وطوالبة والصفوري يوزعون مهام الحراسة بالتعاون مع بقية القادة في المخيم.
    وقبل يوم من اجتياح المخيم يستأجر الحاج علي الصفوري لعائلته بيتا في جنين لأنه أدرك أنه مستهدف بالدرجة الأولى للتصفية خاصة بعد اعتقال شقيقه واستجوابه عن تفاصيل وموقع بيت وورشة الحاج علي التي كانت مصنعا يعمل بكامل طاقته لإنتاج القذائف المصنعة محليا والمسماة "الأكواع" وهي قنابل ملحمومة من الطرفين ومحشوة بالبارود وفيها فتيل ويمكن تشبيهها بالديناميت المحلي الصنع وكان لها دورا بارزا في معركة مخيم جنين الأسطورة.
    ويتصدى شجعان مخيم جنين لأقوى جيش في العالم بعدته وعتاده وغطائه الجوي في واحدة من أندر المواجهات غير المتكافئة في التاريخ البشري ويتمكن صناديد مخيم جنين من صد قوات العدو الصهيوني لأحد عشر يوما لينفق منهم أكثر من 23جندي وضابط ويرتقى للعلا 67 شهيدا من بينهم 25 مقاوما مسلحا. ويدمر 80 % من بيوت مخيم جنين.
    وفي منطقة الصفر في وسط المخيم حيث عملت الجرافات حفرة ضخمة دفنت فيها تحت أنقاض المنازل المتزاحمة عشرات الشهداء يتصل الحاج علي الصفوري بزوجته قائلا: "لقد استشهد صديقي الشيخ رياض بدير رافضا الاستسلام لم أرَ في حياتي من هو أشجع منه فقد جاء من طولكرم ليلقى الله هنا وقد نال ما تمناه"، ويضيف: "ها قد نفذت مني الذخيرة وتقترب الجرافة من البيت المتشقق الذي يأويني فاقرأوا الفاتحة عليّ واحرصي على أولادنا"، وينقطع الاتصال فجأة كما تقول زوجة الحاج علي، وتتيقن بأن مكروها لابد قد ألمَ به. وبعد التحري عنه يتضح أنه آخر رجل اعتقل في مخيم جنين بعد أن تم اقتياد كل رجال المخيم إلى معسكر سالم إلى الغرب من جنين والتنكيل بهم وإطلاق سراحهم في بلدة رمانة المجاورة عراة جوعى ومشردين وممنوعين من العودة للمخيم إلا بعد انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني منه.
    ويُقدم الحاج علي الصفوري للمحاكمة ونجد أنفسنا عاجزين أمام شرح لائحة الشرف التي تذرع بها قضاة المحكمة لإصدار حكمهم ضده ولكنها تتمحور في مسؤوليته المباشرة عن مجموعة من العمليات الاستشهادية التي نفذها شبان من المخيم من حركة الجهاد الإسلامي وإنتاج قذائف مصنعة محليا ودوره البارز في الدفاع عن المخيم وتقضي محكمة الظلم الصهيونية عليه بالسجن لأربع مؤبدات وخمسين عاما.

    اليوم الحاج علي الصفوري في سجن ريمون ولكن روحه للعمل الجهادي تسكن فينا. وتشحذ الهمم بمعنوياته المحلقة عاليا وشجاعته النادرة واختياره للطريق الصعب المحفوف بالمخاطر والمشوب بالتمرد والشموخ. وليس عجيبا أن يصمد مخيم جنين في وجه آلة الحرب الصهيونية ما دام فيه رجال أمثال: طوالبة والصفوري وبسام السعدي ممن يُقدّمون دون انتظار مقابل بل نالوا مكافآتهم من لدن علي قدير.

    (المصدر: مهجة القدس، 3/4/2013)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

قوات الاحتلال ترتكب مجزرة قانا بحق عشرات المدنيين اللبنانيين بعد أن احتموا بمقرات القوات الدولية "اليونيفيل"، حيث تعمدت قوات الاحتلال قصفها

18 إبريل 1996

استشهاد المجاهد أحمد حمدان أبو النجا من سرايا القدس أثناء مهمة جهادية في حي الشابورة بمدينة رفح

18 إبريل 2008

عصابة الهاغاناه ترتكب مجزرة دموية في قرية الوعرة السوداء ذهب ضحيتها ما يزيد عن 15 عربيا

18 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية