29 مارس 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    الأعياد المؤجلة لأمهات عمداء الأسرى بانتظار هدية العمر

    آخر تحديث: الأحد، 25 مارس 2012 ، 00:00 ص

    في منزلها في قرية عارة بالمثلث الشمالي لا زالت الحاجة صبحية يونس والدة عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب كريم يوسف فضل يونس التي تجاوزت العقد السابع تنتظر عناق كريم الذي استقبل يوم الأم في سجنه للعام الثلاثين خلال رحلة اعتقاله المستمرة منذ 16 - 3- 1983، ورغم العلاقة الوطيدة التي ربطت كريم بوالدته الصابرة فإنه لن يتمكن من تقديم هديته المتواضعة لها، وبحزن وألم تقول أم كريم: "في كل الأعياد والمناسبات كانت الهدية الأجمل التي انتظرها حرية كريم وعناقه والفرح بزفافه، لذلك ففي هذه المناسبة نعيش الألم مضاعفا حتى تعجز عن وصفه الكلمات.
    والوالدة التي قضت عمرها على بوابات السجون وقفت صبيحة يوم الأم أمام صور كريم لتستعيد كل أيام العذاب في رحلة اعتقاله وشريط الذكريات والجراح والأمل مع كل صفقة تبادل أو إفراجات ورغم ذلك لم تيأس يوما، ومثلما كان كريم وابن عمه ماهر وكل الأسرى يسطرون صفحات البطولة والتحدي بصمودهم وصلابتهم وثباتهم على رسالة الوفاء والتضحيات التي وهبوا حياتهم لها، فان والداتهم كانت دوما معهم في المسيرات والاعتصامات تتحدى عذابات السجون وألم الفراق، وتحلم بهدية العمر التي حرمها الاحتلال منها في صفقة وفاء الأحرار وهي الحرية..

    صبر الأمهات
    جاء يوم الأم وما زال الاحتلال يحرم عائلات أكثر من 5 ألاف أسير وأسيرة من كل أشكال الفرح والأعياد بينما تسطر أروع صور الصمود والتحدي، وتقول أم كريم: "في هذه المناسبة يجب أن تتذكر كل نساء العالم مدى القهر والظلم الذي يفرضه المحتل على المرأة الفلسطينية التي صمدت ولم تنحني هاماتها أبدا، فأنا أمضيت سنوات عمري على بوابات السجون كنت دوما أرفع معنويات ابني وكل أبنائي الأسرى وأحثهم على الصمود والبطولة، وأوصيهم بالصبر والتماسك والحرص على تعزيز وحدة الصف، وتكثر الذكريات والجميع يتحدث عن المرأة والأم وتكريمها، ولكن الاحتلال تفنن دوما في قهر الأمهات وعقابهن، والحكم القاسي بحق ابني بالسجن مدى الحياة ورفض الإفراج عنه لم يشكل عقوبة كافية للاحتلال فعاقبنا أحيانا بمنع زيارته".

    أجمل هدية
    تعانق أم كريم صورته وتقول: "هل تعلم نساء العالم أن ابني قضى من عمره في سجون الاحتلال أكثر مما عاش في منزل عائلته، رحل والده وما زلت صابرة، أصبح حزني وألمي اليوم مضاعفا بعدما ملأ الشيب رأس ولدي الذي بلغ مطلع العام الجاري 56 عاما، فأين هي العدالة وحقوق الإنسان، في كل عام وكل زيارة كنت أتمنى أن تكون المحطة الأخيرة وأن تكون التالية منزلنا في عارة، وستكون أجمل لحظة في حياتي عندما ننتصر على تلك السجون ويتحرر ابني وكل رفاقه.

    والدة حافظ
    والدة الأسير حافظ قندس لا زالت تنتظر هي الأخرى هدية العمر وهي عناقه بينما يتفنن الاحتلال في عقابها وأسيرها رغم كونها مسنة، ورفض الإفراج عن ابنها حتى قضاء آخر يوم من حكمه البالغ 27 عاما وينتهي في أيار القادم، وتقول: "بقي شهران ولكن اشعر أن كل يوم دهر أريد أن أصحو لأرى حافظ وأعانقه فهدية كل أعيادي هي حريته وعناقه وعودته لمنزلنا في مدينة يافا، وأكاد أموت من شدة الخوف والقلق والانتظار بعد أن رفضوا الإفراج عنه في كل الصفقات.
    في منزلها في مدينة يافا حيث تستعد لفرحة العمر المؤجلة منذ 27 عاما، رددت الصلوات والدعوات في يوم الأم لتنتهي معاناة ابنها ويعود إليها، ولا تتوقف عن تكرار نفس الدعوات منذ اعتقاله، تعيش وتنام وتصحو على أمل اللقاء به، وبعد زياراته في سجن جلبوع، تعود لمنزلها الصامد كبحر يافا في قلب المدينة التي تعبق بذكريات طفولة حافظ وهي أكثر قوة وعزما لأنها تفخر بروحه وما يتمتع به من معنويات عالية رغم سني الاعتقال الطويلة، فهي تنتظر على أحر من الجمر مرور ما تبقى من فترة حكمه بعد أن تنقلت على بوابات السجون ولم يقعدها مرض أو ألم عن زيارة حافظ خاصة بعد رحيل والده وشقيقه إبراهيم دون أن يلقي عليهما نظرة الفراق الأخيرة، وتقول: "لكل مؤسسة تحيي هذه المناسبة أمل أن تشعروا وتتلمسوا معاناة وألم الأمهات أمثالنا، فقلبي يقبع أسيرا مع ابني.. أبارك لكم ولكن أعيادكن ولكن اشعر بألم شديد لأنني لست ككل الأمهات، فمع اعتقالهم اعتقل الاحتلال كل أعيادنا وأصعب أيام حياتي عندما يأتي العيد ولكن الأكثر قسوة عدم السماح لنا بزيارتهم في الأعياد، لكن أجمل هدية سأبقى انتظرها ما دمت أتنفس هي حرية حافظ وعناقه والفرح في زفافه".

    رسالة للأمهات
    أعدت زي الفرح لحرية حافظ، واستقبلت وودعت يوم الأم كباقي الأعياد بصمت ودموع رغم محاولة كريمتها وفاء التخفيف عنها فعانقت والدتها نيابة عن حافظ، وتقول وفاء: "لسنا بحاجة لاحتفالات وشعارات وتكريم لأن والدتي التي ضحت بحياتها وابنها هي التكريم بحد ذاته لكل نساء الكون، أمي التي أفنت حياتها في تربية أبنائها وبناء أسرتها كانت سر البطولة التي تملكها حافظ فحمل راية الوطن لم يتراجع عن تأدية الواجب فاعتقل وحوكم 27 عاما جسد خلالها حكاية صمود، وصبر مع والدتي التي كانت على عهد الوفاء، ولكن عندما يأتي يوم الأم علينا أن نتذكر هذه التضحيات لنؤكد أن الوفاء لها يتحقق بحرية حافظ لذلك نردد مع الوالدة دعواتها في عيد الأم لكي يكرمها الله بالهدية المؤجلة وهي حرية وعناق حافظ".

     

    (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 24/3/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد سامر صبحي فريحات من سرايا القدس خلال كمين نصبته قوات صهيونية خاصة ببلدة اليامون شمال جنين

28 مارس 2006

اغتيال ستة أسرى محررين في مخيم جباليا بكمين صهيوني والشهداء هم: أحمد سالم أبو إبطيحان، عبد الحكيم شمالي، جمال عبد النبي، أنور المقوسي، مجدي عبيد، ناهض عودة

28 مارس 1994

اغتيال المناضل وديع حداد  وأشيع أنه توفي بمرض سرطان الدم ولكن دولة الاحتلال اعترفت بمسئوليتها عن اغتياله بالسم بعد 28 عاماً

28 مارس 1978

قوات الاحتلال بقيادة شارون ترتكب مجزرة في قرية نحالين قضاء بيت لحم، سقط ضحيتها 13 شهيداً

28 مارس 1948

الأرشيف
القائمة البريدية