- الأسير المجاهد Ù…Øمد عرندس يدخل عامه الـ(15) ÙÙŠ
- بعض أسماء شهداء معركة جنين البطولية
- الشهيد أسامة الأÙندي: Ø£Øب الشهداء ومضى على دربهم
- مهجة القدس: الأسير Øسن أبو ترابي ما زال
- الانتصار للأØرار والمبادئ
- الإستشهادي (طلال الأعرج) بطل ثورة السكاكين الجهادية
الأسير زهير لبادة .. ناديت عليك Ùلم تجب!
بقلم: عيسى قراقع
وزير شؤون الأسرى والمØررين
كأنه كان نائما، عائدا من مستشÙÙ‰ الرملة الصهيوني Ù…Øمولا على غيبوبة صÙراء، انتظرته Øتى منتص٠الليل، جسد أثقله المرض وهدته سنوات السجن والإبعاد والمساÙات المغلقة بين سجن وزنزانة وصراخ ÙÙŠ الصدى.
الأسير زهير لبادة، أبلغه طبيب السجن عندما تقرر الإÙراج عنه لأسباب صØية بأنه ÙÙŠ طريقه إلى الموت، لم يصدق ذلك، لأن ÙÙŠ الØرية Ø´Ùاء، ÙˆÙيها يكتمل الجسد والهواء ودÙقات الدم ÙÙŠ الذاكرة.
كانت مدينة نابلس تنتظره عند Øاجز Øوارة، نزلت المدينة عن جبليها واستعدت لوداع قادم، وتØÙزت لوداع سو٠يأتي بعد قليل، وأعطت نائبة المØاÙظ عنان الاتيري كل تعليماتها للمستشÙيات وطواقم الإسعا٠للاستعداد لاستقبال أسير تØطم جسده مرضا وقهرا، وأمرت أن يغتسل زهير لبادة برائØØ© المدينة العتيقة كي يصØÙˆ ويركض إلى أطÙاله الصغار.
زهير لبادة ودع زملائه المرضى بالسجن، وقد أوصاهم بموت أبيض، وبصمت وردي لا يشبه صمت المسكنات ÙÙŠ الأجسام المخدرة، وقد وعدهم أن ÙŠÙØªØ Ù…Ù„Ùاتهم الطبية التي أغلقت، ويØمل بخار أنÙاسهم الساخنة إلى كل مكان قائلا: لا املك سوى أن تنظم جنازة لائقة لكم، ولا تموتوا ÙÙŠ هذا القبر بلا مشيعين.
وعدهم إن وصل Øيا أن يقول كل شيء عن «Øياة الآخرة» ÙÙŠ سجن الرملة: عن رياض العمور المريض بالقلب وغيبوباته المتكررة... عن منصور موقدة المشلول المشغول بالأكياس البلاستيكية المتدلية من جسده، عن علاء Øسونة ذي القلب المÙØªÙˆØ ÙˆØ§Ù„Ø¯Ù‚Ø§Øª المتباطئة، عن معتصم رداد الذي يعاني من ورم سرطاني ÙÙŠ الأمعاء، عن ناهض الأقرع المبتورة Ø¥Øدى ساقيه والخائ٠على الأخرى، عن خالد الشاويش المشلول المشبع بالمسكنات وجنون الآلام، عن Ø£Øمد سمارة المصاب بالسرطان ÙÙŠ غدده الدرقية، عن Ù…Øمد سليمان المصاب بالتلاسيميا، عن علاء الهمص المصاب بالسل، عن اشر٠أبو دريع ومØمد أبو لبدة المقعدين، عن أكرم الريخاوي ومØمود سلمان وعثمان الخليلي ومناضل الشرقاوي وعبد السلام بني عودة، عن أسرى Ùقدوا النظر، وأسرى زرعت ÙÙŠ أجسادهم Ùيروسات غريبة، عن الطبيب الذي يرتدي زي السجان، ÙˆØبة الدواء التي تأخرت ÙÙŠ كأس الماء.
وعدهم إن وصل Øيا أن ÙŠÙØªØ Ø¨Ø§Ø¨ التابوت، ويجمع الأجسام الممزقة أمام العالمين، ويقرأ الÙاتØØ© على النصوص الدولية وشرائع Øقوق الإنسان قبل أن يوارى التراب Ùوق أوجاع المقهورين المØشورين بين الموت والØياة.
غسل زهير لبادة كليتيه ونام مؤقتا Ùوق هشاشة عظامه عائدا إلى ملكوته الآخر، وكان ÙŠØلم: هناك نجوم ÙÙŠ السماء وليست اسيجة، هناك خيمة ÙÙŠ ساØØ© دوار نابلس وأمهات وأطÙال وصور وأصوات وأدوية، هناك ما ينعش الÙكرة ÙÙŠ دمه المسمم وعسل Ø£Øمر ÙˆÙراشات ملونة.
وصل زهير لبادة المستشÙÙ‰ التخصصي ÙÙŠ نابلس ÙØªØ Ø¹ÙŠÙ†ÙŠÙ‡ØŒ رآنا جميعا، ولكنه لم يتكلم، كل شيء ÙÙŠ أعماقه ساكن ومدÙون، ناديت عليه Ùلم يجب، Øملق Ùينا كأنه يقول لنا: لقد تأخرت عليكم وتأخرتم علي، اتركوا كلامكم على الشرش٠الأبيض وغادروا، لي موعد مع Øالي ÙˆØوار مع غيبوبتي العنيدة.
ناديت عليه Ùلم يجب، أردت أن أقول له أنت الآن Øر، ليس Øولك جلادون وسجانون وأبواب Øديد، أنت الآن بين أهلك ÙˆÙÙŠ مدينتك التي تØبها،أردت أن يتØرر زهير لبادة من ÙƒÙنه وألمه، وينهض قليلا ليمشي أو يضØÙƒ أو يتنÙس على صدر أمه.
ظل ÙÙŠ غيبوبة لمدة أسبوع، لم ÙŠÙ†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø£Ø·Ø¨Ø§Ø¡ ÙÙŠ إيقاظه ووق٠نزيÙÙ‡ الذي اقتØÙ… جسده وقلبه ودمر أمنياته الجميلات، ربما Øاول أن يصØÙˆ Ùلم يقدر، Øاول أن يبعد لون الدواء والأسلاك ورائØØ© البنج والدم من Øوله ليروي ما أراد أن يرويه، ولكن لم يقدر ...لقد استشهد، سكن الجسم الصاØÙŠØŒ تعانقت عيبال وجرزيم تØولنا إلى شظايا ÙÙŠ سماء مدينة Øاصروها بالجنازات وبالعاجزين..
(المصدر: صØÙŠÙØ© القدس الÙلسطينية، 05/07/2012)
أضف تعليق
تعليقات الفيسبوك
حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس
ما رأيك ÙÙŠ تضامن الشارع الÙلسطيني مع الاسرى ÙÙŠ معركتهم الأخيرة ÙÙŠ داخل سجن عوÙر؟
قوات الاØتلال الصهيوني تØتل قرية خربة الشونة قضاء صÙد، والطابغة والسمكية وتلØوم قضاء طبريا، وعاقر قضاء الرملة
04 مايو 1948
بريطانيا تصدر مرسوم دستور Ùلسطين المعدل 1923
04 مايو 1923
استشهاد المجاهد مهدي الدØØ¯ÙˆØ Ù…Ù† سرايا القدس متأثرا بجراØÙ‡ التي أصيب بها ÙÙŠ قص٠صهيوني على سيارته وسط مدينة غزة
04 مايو 2007