الأطفال .. يتعرضون للعنف بشهادة اليونيسيف

موضوعات ذات صلةً

• القاصرون في "مجدو" يتعرضون للتنكيل من قوات "النحشون"
• نيابة الاحتلال ترفض الإفراج عن الفتى فوزي الجنيدي

تظهر الحقيقة أكثر فأكثر عن جريمة مستمرة بحق الأطفال الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني. فبعد شهاداتهم الحية والصوت والصورة -التي نشرت عبر كل المواقع والفضائيات أثناء اعتقالهم والتنكيل بهم- تأتي منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بتقرير لها يؤكد أن هناك أطفالا يموتون في سجون ظالمة، إلا أن هاجس الخوف لدى ذويهم يبقى قائما، في ظل حالة الإحباط المتسربة إلى الشعب الفلسطيني من إنصاف دولي لحقوقهم أو لأسراهم، قبل أن يجف حبر التقرير.

ترجمة إلى فعل
ويتعرض الأطفال في فلسطين إلى معاناة وإذلال، تتمثل في الاعتقال والتحقيق والابتزاز والتعذيب والإقامة الجبرية والإبعاد عن المنزل. كل هذه الممارسات على يد الصهاينة، وبصمت خجول من المؤسسات الدولية، حتى أصبحت التقارير مجرد أوراق توضع على الرف بانتظار انتهاء دورة تلك اللجان ليتم إتلافها، ويبقى الحال كما هو لطفل تتغير مفاهيم الحياة لديه، فقط بسبب وجوده على أرضه المحتلة.
وتكشف "اليونيسيف" عن أن تعذيبا جسديا ونفسيا يمارسه الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين بعد اعتقالهم، مثل الضرب والعزل الانفرادي وتعصيب العينين، مؤكدة أن سوء معاملة الأطفال، في نظام الاعتقال العسكري الصهيوني، ممنهج وذو طابع منتظم.
فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في تقرير من 22 صفحة نشر أمس الأربعاء 3-6، أن الأطفال الفلسطينيين المعتقلين، وفق النظام العسكري الصهيوني، يتعرضون لـ"سوء معاملة منتشر ومنتظم وممنهج.
ويؤكد التقرير بأنه "في أي بلد أخر لا يحاكم الأطفال بشكل منهجي أمام محاكم عسكرية للقاصرين، لا توفر من حيث طبيعتها الضمانات اللازمة لاحترام حقوقهم. وتقدر يونيسيف بـ"نحو 700 سنويا عدد الأطفال الفلسطينيين ما بين 12 Ùˆ17 عاما، وغالبيتهم العظمى من الأولاد، الذين يعتقلون ويستجوبون ويحتجزون من قبل الجيش والشرطة، وعملاء الاستخبارات الصهيونية". 
ووفق التقرير فإن "سوء المعاملة هذا يتضمن اعتقال الأطفال من بيوتهم، ما بين منتصف الليل والخامسة صباحا، بأيدي جنود مدججين بالسلاح، وعصب أعينهم وتكبيل أيديهم بقيود بلاستيكية" بالإضافة إلى "انتزاع الاعترافات بالإكراه،ه وعدم تمكينهم من الوصول إلى محام أو أفراد من العائلة أثناء الاستجواب." وفي بعض الحالات عانى الأطفال من نقص المياه والغذاء أو حتى إمكانية استخدام المراحيض.
وتدعو المنظمة إلى اتخاذ تدابير واضحة لتتماشى معاملة الأطفال الفلسطينيين الأسرى، لدى الاحتلال، مع اتفاقيات حقوق الطفل الدولية، وأن يتواجد محام أو أحد أعضاء أسرة الطفل الأسير خلال التحقيق معه، معتمدة في تقريرها على شهادات من أطفال تعرضوا للاعتقال والانتهاكات على يد جنود الاحتلال، أثناء الاعتقال أو التحقيق.
وتشير بعض المقاطع المصورة إلى ممارسة الابتزاز من قبل المحققين الصهاينة للأطفال الأسرى، وتظهر بكاءهم دون توقف، وهم مقيدي الأيدي والأرجل، ويجلسون على كرسي التحقيق، وسط تراكم للأسئلة بشكل هجومي من المحققين.

200 طفل
ويقبع في سجون الاحتلال أكثر من 200 طفل أسير تقل أعمارهم عن 18 عاما، حيث تم اعتقالهم من منازلهم في مدن الضفة المحتلة، موزعين على عدد من السجون، والأغلبية العظمى منهم في سجن "هشارون" في الأراضي المحتلة عام 1948.
ويقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس، أمجد أبو عصب، لـ أحرار ولدنا إن الاحتلال مستمر في سياسته بحق الأطفال الأسرى، وخاصة في القدس المحتلة دون رادع، حيث يتعمد اعتقالهم ليلا من منازلهم بمشاركة عشرات الجنود وبشكل شبه يومي.
ويضيف أبو عصب أن الاحتلال لا يكتفي بذلك، بل ينشر وحداته الخاصة "المستعربين" في أزقة وشوارع الأحياء المقدسية، ليختطفوا الأطفال أثناء عودتهم من مدارسهم أو أثناء لهوهم، الأمر الذي يزرع الخوف في نفسية الطفل وتكون له أبعاد سلبية على المدى البعيد.
وتتركز حملات الاعتقال بحق الأطفال الفلسطينيين، في بلدات العيسوية وسلوان والعيزرية وأبو ديس بالقدس والبلدة القديمة في الخليل وحاجز حوارة جنوب نابلس، حيث أن التهم التي توجه لهم هي رشق الحجارة نحو الجنود والمستوطنين وإلقاء الزجاجات الحارقة ومهاجمة المستوطنين، ويتم تقديم لوائح اتهام بحقهم دون شواهد قانونية أو اعترافات في إطار قانوني، حيث أن الإفادات تكتب بالقوة وتحت الضرب والتعذيب.
إذاً أصدرت اليونيسيف تقريراً، وصدحت أصوات الأطفال في الزنازين وأعلنت فلسطين دولة، فأين التحرك الرسمي في الأروقة الدولية لحماية طفل من جيش عنصري، ولو بقرار من مجلس الأمن، ويواجه بفيتو روتيني.

(المصدر: أحرار ولدنا، 06/03/2013)

تعليقات الفيسبوك