الخميس 25 إبريل 2024 م -
  • :
  • :
  • ص

Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

    حكايات مؤلمة للقاصرين الأسرى في سجون الاحتلال

    آخر تحديث: الثلاثاء، 19 يونيه 2012 ، 00:00 ص

     

    أدلى عدد من القاصرين المعتقلين في سجون الاحتلال والذين تعرضوا للتعذيب والتهديد والتنكيل الوحشي بهم خلال استجوابهم على يد المحققين الصهاينة بشهادات وإفادات لوزارة الأسرى والمحررين حول ما تعرضوا له من أساليب تحقيق عنيفة. الإفادات سجلتها وزارة الأسرى ومؤسسة مانديلا حول انتزاع اعترافات من القاصرين تحت الضغط والتعذيب لا زال مستمرا، وأن %90 من الصغار تعرضوا للتعذيب وللاحتجاز في أوضاع صعبة. هبة مصالحة محامية وزارة الأسرى أفادت بعد زيارتها للأشبال في الشارون أن ظروف الأشبال وعددهم 60 صعبة للغاية ولا يوجد اهتمام بمتابعة وضعهم المزري جدا وشرحت المحامية الأوضاع التي يمر بها الأسرى القاصرين في هذا السجن حيث تبين أن الغرف أشبه بالزنازين، والحمامات بدون أبواب، إضافة إلى وجود نقص في الأكل المقدم حيث يقدم صحن أرز لثمانية أشبال.
    كما يتعرض الأشبال إلى مضايقات مستمرة من بينها أن كل يوم أربعاء تدخل إلى الغرف وحدة من المخابرات الصهيونية تقوم بتفتيش الغرف واستفزاز الأسرى، وتم معاقبة عدد منهم لأنهم وجدوا أعلاما فلسطينية في الغرف، إضافة والى أن إدارة السجن تقوم بعزل كل من يحاول المطالبة بالحقوق الأساسية للأسرى، كما تقوم إدارة السجن بإبعاد أي أسير من القسم ووضعه في العزل الانفرادي إذا وجه أي ملاحظة للسجانين، واستفزاز دائم للأشبال وشتمهم وإهانتهم واقتحام غرفهم من وحدة القمع التي تسمى مسادا.
    ومن بين الإفادات التي وثقتها وزارة الأسرى إفادة عبد الرحمن دحبور - 16 سنة – المعتقل في مجدو، منذ 27 / 4/ 2012ØŒ وهو من عزون قضاء قلقيلية، حيث قال إن قوات الاحتلال قامت باعتقاله بعد تعصيب عينيه وتقييد يديه وتم احتجازه في مستوطنة قدوميم، وبعدها نقل إلى معسكر حوارة وقام المحققون بتعريته من كافة ملابسه وبشكل مهين ووجهوا له الشتائم البذيئة خلال استجوابه. وقال: "أن التحقيق معه جرى وهو مكبل اليدين على الكرسي بتهمة قذف حجارة على قوات الاحتلال، وقام المحقق بتهديده قائلا: سوف تبقى طوال حياتك بالزنازين ولن تعود إلى أهلك".
    وأفاد براء قاهر أبو هنية - 16 سنة – من عزون قضاء قلقيلية المعتقل منذ 27 / 4/ 2012 أنه جرى التحقيق معه في مستوطنة قدوميم وحوارة، وهو مكبل ومعصوب العينين، ووجهت له الشتائم البذيئة، ومورس عليه الضغط الشديد لانتزاع الاعترافات منه، وقام أحد المحققين بتهديده قائلا: إذا بتعترفش بطخك.

    أجبرونا أن نشتم بعضنا
    من جانبه أفاد محمود رياض يوسف الساحلي - 16 سنة – من مخيم بلاطة، المعتقل منذ 2012/4/23ØŒ أن جنود الاحتلال انهالوا عليه بالضرب الشديد منذ لحظة اعتقاله بالأرجل والسلاح على كافة أنحاء جسمه، وخلال نقله في الجيب العسكري انهال عليه الجنود بالضرب الشديد، وخلال استجوابه في معسكر حوارة أجبره الجنود أن يسب زملاءه الأسرى وبطريقة مهينة جدا.

    45 يوم تحقيق
    أفاد وائل فخري محمود محسن – 17 سنة - من جنين، المعتقل في شهر آذار 2012ØŒ أن الجنود عند اعتقاله داهموا البيت بصورة همجية وقاموا بالصراخ عليه وإهانته وضربه بأعقاب البنادق وبالأرجل.
    وقد حقق معه في معتقل الجلمة لمدة 45 يوما متواصلة وهو مكبل اليدين على الكرسي، ووضع في زنزانة فيها أضواء شديدة من أجل الضغط عليه نفسيا، وكان السجانون يطرقون باب الزنزانة بشكل دائم بطريقة مزعجة من أجل الضغط عليه وإجباره على الاعتراف، وبدأ يعاني من آلام شديدة في الرأس وقد أغمي عليه مرتين بسبب ظروف التحقيق الشديدة.

    ألقوا عمتي على الأرض
    أفاد وليد مرسي وليد عيد - 17 سنة – من بورين قضاء نابلس، المعتقل منذ 18 / 4/ 2012 أن قوات الاحتلال داهمت المنزل الساعة الثانية بعد منتصف الليل حيث كان ينام في منزل جده، واقتحمت المنزل بشكل همجي وقامت القوات المهاجمة بالاعتداء على من في البيت واستخدام القوة مع أعمامه وإلقاء عمته على الأرض، ومن ثم اعتقلوه واقتادوه مشيا على الأقدام إلى مستوطنة نورين وخلال ذلك قام الجنود بشتمه وضربه، وحققوا معه وهو مكبل على الكرسي.

    غرف كالأفران
    المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا أفادت إثر زيارة الأشبال، أن الأوضاع الاعتقالية لديهم سيئة جدا، لأن الإدارة تفرض بحقهم إجراءات تعسفية يومية. والتقت دقماق صالح شحدة أبو سنينة، وزين هشام أبو ماريا وأحمد أنور أبو لافي وسامي عامر أبو جودة الذين وصفوا غرفهم الاعتقالية بالفرن، مؤكدة معاناتهم من كل شيء فهناك نقص بالأجهزة الكهربائية من تلفاز والمراوح والبلاطات وسخانات الماء والملابس ولا يوجد لديهم كتب للمطالعة وعبروا عن تذمرهم لان غالبيتهم ممنوعة من الزيارة والبعض تتم زيارته لمرة واحدة، وأشاروا لوجود نقص في البطانيات بالإضافة إلى أنها قديمة وبالية، وقد حدث وأن نام أسيرين على الأرض وبغطاء واحد. وشكوا من سوء الطعام كما ونوعا حتى أنهم ينامون على الجوع، فالأكل الذي تحضره الإدارة ل 40 أسيرا لا يكفي 6 أسرى فقط، ويعانون أيضا من الإهمال الطبي ولا يوجد ألا حبة الأكمول وكأس الماء الدواء الوحيد وعلى الشبل الانتظار لحين قدوم الممرض.
    وأكد الأسرى الأشبال، بأنه يتم يوميا عزل الأسير في الزنازين ولا يسمح لهم إلا بساعة واحدة للفسحة والغرف غير صحية، لأن التهوية غير كافية والرطوبة عالية. وذكروا أنهم يعانون من نقص في كثير من الأشياء التي هم بحاجة لها يوميا من الصابون والسكر، لدرجة أنهم يضطرون لشراء الشامبو لغسيل ملابسهم ولا يجدون صابون الجلي ومنذ أسبوع والسكر مقطوع من عندهم.
    وشكى الأشبال من عدم نقاء الماء وأبلغتهم الإدارة بأنها ستقوم بصيانة الأنابيب، إلا أنها تماطل بذلك ويشرب الأسرى الأشبال الماء أحيانا ملوثا بالتراب، كما تخرج رائحة كريهة قاتلة من المصارف وتكثر الصراصير بسبب ذلك.
    ومن المشاهد التي نقلتها دقماق قصة صالح أبو سنينة الذي قال: "توضأت وغادرت منزلي لصلاة العشاء وبالقرب من بوابة الحرم الإبراهيمي اعترضني الجنود ودون مقدمات احتجزوني وقيدوني ووضعوا العصبات على عيني والقوا بي في سيارة عسكرية، دون أي مجال لكلمة أو اعتراض فالواضح أنهم كانوا ينتظرونني لاعتقالي غير المبرر وعندما وصلت الدورية إلى مركز اعتقال عتصيون رفض استلامي فنقلوني إلى سجن عوفر حوالي الساعة الثالثة فجرا، وبقيت مصلوبا ومئات الأسئلة والصور تتردد في مخيلتي حول أسرتي ومصيرها بعد اعتقالي المباغت وقلقي إذا علموا بأمري وماذا سيحل بأمي تحديدا التي كانت تنتظرني بعد كل صلاة فلم أنم للحظة واحدة".
    في الساعة السابعة صباحا بدأ التحقيق مع صالح من ضباط جهاز الأمن "الشاباك" وهو مكبل اليدين والرجلين، وحاصروه بسلسلة طويلة من التهم رافقها ضغط وتهديد بإحضار إخوانه وأمه وسط توجيه الشتائم والكلمات النابية التي يصعب على احد تحملها فأنكر التهم.
    وفي نفس اليوم نقلت سلطات الاحتلال صالح إلى زنازين المسكوبية، لتبدأ محطة ثانية من العذاب والتحقيق بواقع ثالث جولات يوميا "وبين جولات التحقيق كانوا يعيدوني إلى الزنزانة لأتعرض لمزيد من الضغوط لخداعي وتضليلي والإدلاء باعترافات حول أمور لم أنفذها".
    حرم صالح من الطعام حتى عصر اليوم التالي، وكانت أول وجبة طعام عند الساعة الثالثة عصر اليوم التالي، بعد ذلك احضروا شخصا ادعى انه شاهد بأنه ألقى زجاجة مولوتوف وحجارة على الجيش واحتجزوه معه لمدة 8 أيام نقل فيها والى سجن عوفر ثم الشارون.
    وقررت المحكمة تمديد توقيف صالح ورفضت الإفراج عنه كونه قاصر ولم يثبت إدانته بأي تهمة، وقال صالح لمحامية مانديلا: بتاريخ 24 / 4/ 2012 وأثناء وجودي في سجن الشارون رددت عدة أدعية عند صلاة الجمعة، فحضر مدير القسم ووضعني في زنزانة مساحتها متر في مترين وعاقبوني حتى في طعامي بوجبات طعام قليلة وسيئة وعزلت في الزنزانة لمدة 7 أيام، ولم اخرج للفسحة ولم يتوفر لدي سوى بطانية وفرشة، وكنت أجفف جسمي بنفس الملابس التي ارتديها وأصبحت اشعر بدوخة وكأنني مضرب عن الطعام من قلة الأكل.
    صالح ابلغ المحامية دقماق، أن سلطات الاحتلال كانت اعتقلته عام 2007 وهو في سن 12 وحكم 4 شهور، وفي عام 2009 اعتقل لفترة 6 شهور، وخلال شهر رمضان عام 2010 اعتقل لثلاثة شهور، ومنذ اعتقاله الأخير لا زال موقوفا، وما زال ممنوعا من زيارة عائلته وسمح لوالدته بزيارته مرة واحدة فقط.

    حكاية أخرى
    في نفس السجن، تكثر الصورة المريرة والمؤلمة لحكايات الأطفال الذين انتزعهم الاحتلال من أسرهم وحياتهم وحرمهم الحرية والتعليم وفرض عليهم القيود والعذاب بأقسى الصور وثقتها محامية مانديلا. وتشكل حكاية زين هشام أبو ماريا – 16 عاما - من بلدة بيت أمر قضاء الخليل نموذجا آخر روى لدقماق تفاصيل تجربته، ويقول: "في الساعة الثالثة والنصف من فجر 2012-3-7 حاصرت قوات الاحتلال منزلنا واحتجزونا وفتشوه ثم عزلوني ودون إبداء أي سبب قيدوا يدي ووضعوا العصبات على عيني وانتزعوني من بين أسرتي التي ابلغوها باعتقالي دون توضيح السبب، لم يرعوا طفولتي وتعمدوا ترويعي طوال الطريق التي كنت أصلي أن تنتهي وتزال العصبات عن عيني فلا يوجد شيء أشد ألما من الظلمة والقيد والجهل بالمصير فكنت أسأل نفسي في كل لحظة ما السبب وماذا يريدون مني؟". لقد اقتادوني للتحقيق وصلبوني مقيدا ومعصبا وهددوا بتكسير جسدي إذا لم اعترف بضربي الحجارة على الجيش فرفضت التهمة وبدأوا بضربي على وجهي وبطني لإرغامي على الاعتراف.
    وبعد إنكاري رفعوا العصبة عن عيني وعرضوا أمامي شريط فيديو مدعين بأنني أحد الأفراد الذين يضربون الحجارة، فقلت لهم أنا غير موجود في هذا الشريط ولم أقم بضرب الحجارة. فاستشاط الجنود غضبا، وأعادوا ربط وتعصيب عيني وضربوني والقوا بي خارج الغرفة ممدا على الأرض في الشمس لمدة ساعتين ثم أدخلوني مرة أخرى إلى غرفة التحقيق، وأثناء وجودي في سجن عوفر تم إنزالي إلى المحكمة العسكرية 12 مرة ورفضوا الإفراج عني واستمروا في تجديد توقيفي وخلال وجودي في الشارون تعرضت لعقوبات عديدة ولكن اشد لحظات المعاناة كانت يوم نقلي للمحكمة فقد كانت إدارة مصلحة السجن تدخل علي الغرفة الساعة الثانية فجرا ليوقظوني من نومي ويكبلوا يدي ورجلي ويخرجونني إلى الأقفاص بانتظار البوسطة وأعود بعد الساعة الخامسة مساء، وفي السجن رفضوا السماح لي بمواصلة دراستي وخسرت عاما دراسيا من عمري ولا ادري إلى متى ستستمر هذا الرحلة القاسية.
    وأكدت المحامية دقماق، أن حكومة الاحتلال تواصل ملاحقة واستهداف واعتقال الأطفال القاصرين واحتجازهم في ظروف غير إنسانية وحرمانهم من ابسط حقوقهم، وقالت: "إن عجز وصمت المجتمع الدولي أمام انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر اعتقال الأطفال يشجع الاحتلال على المضي في هذه السياسات التي تدمر حياة ونفسيات ومستقبل هؤلاء الأطفال الذي كفل لهم القانون حياة كريمة، وفي السجن يعيش القاصرون كوابيس ومعاناة وعذاب في كل لحظة مما يؤكد أهمية التحرك الفوري والعاجل من كافة مؤسسات المجتمع الدولي للضغط للإفراج عنهم وتحريم اعتقالهم".

     (المصدر: صحيفة القدس الفلسطينية، 17/6/2012)


    أضف تعليق



    تعليقات الفيسبوك

حسب التوقيت المحلي لمدينة القدس

حالة الطقس حسب مدينة القدس

استطلاع رأي

ما رأيك في تضامن الشارع الفلسطيني مع الاسرى في معركتهم الأخيرة في داخل سجن عوفر؟

43.5%

16.7%

35.2%

4.6%

أرشيف الإستطلاعات
من الذاكرة الفلسطينية

استشهاد الأسير معزوز دلال في مستشفى آساف هروفيه الصهيوني نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد

25 إبريل 1995

استشهاد الأسير عبد الصمد سلمان حريزات بعد اعتقاله بثلاثة أيام نتيجة التعذيب والشهيد من سكان بلدة يطا قضاء الخليل

25 إبريل 1995

قوات الاحتلال ترتكب عدة مجازر في الغبية التحتا، الغبية الفوقا، قنير، ياجور قضاء حيفا، وساقية يافا

25 إبريل 1948

العصابات الصهيونية ترتكب المجزرة الثانية في قرية بلد الشيخ قضاء مدينة حيفا

25 إبريل 1948

الأرشيف
القائمة البريدية